انطلاقا من دور مصر المؤسس فى بنية الحضارة الإنسـانية المبكرة ، وتأكيدا عـلى أن مصر دولة عظمى ثقافيا ، فالثقافة المصرية كانت وستظل دائما هى قاطرة التقدم والرقى فى مختلف مجالات المعارف والفنون ، ومن هنا تأتى ضرورة إطلاق هذا الملتقى للتأكيد على هويتنا العربية والإسلامية ، حيث يأتى الخط العربى فى مقدمة الفنون الراسخة باعتباره أحد أهم مكونات هويتنا العربية والإسلامية الإصيلة القادرة على التواصل مع الآخر ، وإحداث الأثر الإيجابي لتقديم رؤية ثقافية جديدة ، ذات مضمون ثقافى قادر على إثراء مرحلة ما بعد ثورتى (25 يناير و30 يونيو) بزخم ثقافى وفنى نابع من تراثنا وحضارتنا العريقة ، بحيث يفتح حوارا تفاعليا بناءاً مع الثقافات الأخرى ، ليؤكد أننا ونحن نتطلع للحاق باسباب العصر الحديث بزخمه العلمى والتقنى مستشرفين آفاق المسقبل ، فإننا فى ذات الوقت نتمسك بكل تراثنا العربى الراسخ الأصيل . ولعلنا بهذا الملتقى نؤكد على أن فنون الخط العربى تعبر عن حالة نادرة من حالات الفن البصرى المعاصر، إذ جنح مبدعوه ــ منذ زمن بعيد ــ إلى التجريد ، وأقاموا علاقات تشكيلية متفردة ما بين سمو الحرف العربى وشموخه ، وقدرته على المد والبسط ، والاستدارة والاستطالة ، والتضاغط والتخلخل ، وبين كتلة الحرف العربى المصمته ، المشحونة بالحركة ، وبين الفراغ المحيط بها ، فالحرف العربى قادر على ملأ الفراغ بإقامة علاقاته المتفردة والمدهشة بين الظل والنور ، والكتلة والفراغ ، والخط واللون ، فى تناغم موسيقى صوفى حالم ، يتراوح بين الرهافة والرخاوة والغلاظة والقوة ، فالحرف العربى يمتلك طاقة هائلة على الحرك ، لذلك فإن هذا الملتقى ما هو إلا نقط لبداية جديدة ، يحدوها الأمل والتفاؤل والطموح ، فى إن تتنامى وتستمر ، بجهودكم جميعا ضيوفا ومسئولين ، مكرمين ومشاركين ، وهى دعوة للتآخى والتكامل مع الملتقيات العربية الشقيقة فى دبى والكويت والشارقة والمملكة السعودية وسائر الملتقيات الأخرى