ظاهرة الكتابات المشعة بعمائر مدينة القاهرة في العصر المملوكي 648- 923هـ/ 1250- 1517م

الباحث: 
أستاذ.م دكتور محمد محمد مرسى على

أستاذ الآثار الإسلامية المساعد بقسم الآثار والحضارة، كلية الآداب، جامعة حلوان

يعد الخط العربي أهم عنصر من العناصر الزخرفية في الفنون الإسلامية، وذلك لكراهية الإسلام للصور الآدمية، والحيوانية، خشية مضاهاة خلق الله، ورغبة في ملء أسطح الفنون التطبيقية المختلفة، وقد أدرك الفنانون المسلمون أن الخط العربي يتصف بالخصائص التي تجعل منه عنصراً زخرفياً طيعاً، يحقق الأهداف الفنية، وكثيراً ما استعمل الخط استعمالاً زخرفياً بحتاُ، دون الاهتمام بالمضمون المكتوب.

وقد ساعد على الاستخدام الزخرفي للخط العربي تنوع خطوطه ما بين الخطوط الكوفية بأنواعها والتي استخدمت بشكل واسع على واجهات العمائر الإسلامية خلال القرون الخمس الأولى للهجرة، والخطوط اللينة التي سادت في تنفيذ الكتابات على العمائر بداية من القرن السادس الهجري، وكانت من الأساليب الزخرفية للخط العربي التي استخدمت على العمائر الإسلامية بمدينة القاهرة الكتابات المشعة.

والكتابات المشعة هي الكتابات المنفذة بانتظام داخل شكل دائري، وتمتد هامات الحروف بها باستطالة واضحة تجاه المركز فتبدو بشكل الشمس المشعة، وأحياناً يكتفى الفنان بانتظام الكتابة داخل الشكل الدائري دون استطالة الحروف، وغالباً اتجاه الكتابة يكون لداخل الدائرة تجاه مركزها فيصبح مركز الدائرة هو الشمس وهامات حروف الكتابات هي الأشعة، وقليلاً ما يكون اتجاه الكتابة للخارج فتصبح الدائرة نفسها هي الشمس وهامات الحروف المتجهة للخارج هي الأشعة.

وقد كانت بداية ظهور ظاهرة الكتابات المشعة لأول مرة بعمائر القاهرة في العصر الفاطمي ولكن على هيئة كتابات دائرية دون أن تمتد هامات حروفها إلى الداخل، ثم تطورت بعد هذا في العصر المملوكي لتزين أقطاب القباب والأسقف الخشبية، حيث أصبحت من السمات الفنية الخاصة بعمائر مدينة القاهرة في العصر المملوكي.

الاتجاهات الخطية : 
الدورة الرابعة لملتقى القاهرة الدولى لفن الخط العريى