يُعد ياقوت المستعصمي (ت 698هـ/ 1298م)، أحد أهم الخطاطين العرب والمسلمين بعد الوزير ابن مقلة (ت 328هـ/ 939م)، وابن البواب (ت 413هـ/ 1022م). اتبع ياقوت أسلوب ابن البواب في الخط حتى تمكن من استخرج أسلوب خاص صار مِثالاً يحتذى لكل من جاء بعده من الكتاب والخطاطين. إن أستاذية ياقوت لا تكمن في قدرته العالية على ضبط الكتابة وحسب، بل تتعدى ذلك إلى ما أحدثه من تطوير كبير في أشكال الحروف، وموازينها، ونسبها، وقواعد كتابتها، مما جعل أسلوبه الجديد في الخط أساسًا لمدارس فن الخط التي جاءت بعده. لا يكاد يخلو كتاب في فن الخط العربي الإسلامي، أو كتالوج عن المخطوطات العربية الإسلامية بأي لغة من ذكر ياقوت المستعصمي، إلا أن الدراسات العلمية الجادة التي تناولت حياة ياقوت وإنجازاته الفنية قليلة جدًا.

يتناول هذا البحث أبرز السمات الأساسية لطريقة ياقوت المستعصمي خصوصًا الخط الريحاني الذي كتب به معظم مخطوطاته المصحفية، كما يقدم البحث إضاءة على مختلف الجوانب الحياتية لهذا الفنان الكبير، الذي إليه يعود الفضل في إرساء قواعد الخط العربي بعد القرن 7 هـ/ 13م. إضافة إلى ذلك، أعد الباحث جدولاً لمفردات الخط الريحاني مستخلصة من المخطوطات التي اعتمدها في هذا البحث والتي تمثل طريقة ياقوت في الخط الريحاني.