الأستاذ الدكتور/ حسن سيد محمد

رائد من رواد تصميم الحلى والمكملات بمصر والشرق الأوسط، استاذ تصميم الحلى ورئيس شعبة المعادن (قسم تصميم الحلى) السابق بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان وأستاذ التخصص المنتدب  فى كليات التربية الفنية جامعة حلوان وجامعة ام القرى بمكة المكرمة والمعهد العالى للفنون المسرحية وكلية الاثار جامعة القاهرة وكلية التربية جامعة عين شمس وكليات التربية النوعية والاقتصاد المنزلى وقد اشرف على العديد من رسائل الدكتوراه والماجستير وايضا كان عضوا  بلجان الاشراف العلمى المشترك مع الجامعات الاجنبية.

حائز على جائزة الدولة التشجيعية للفنون ونوط الامتياز من الطبقة الاولى سنة 1988 والتى كانت تمنح اول مرة لتخصص تصميم الحلى ليس الامر هوهذه االتواريخ والوظائف والالقاب ولكن هوالرصيد الهائل من الابداع والجهد والفن المتدفق والتجارب الابداعية فى مجال تصميم الحلى والمكملات وعلاقة تصميم الحلى بالازياء التى اسس لها الفنان الراحل اكاديميا بمصر منذ منتصف السبعينات، ولاول مرة فى تاريخ الفنون التطبيقية والتشكيلية اقام الدكتور حسن سيد معرضا لاعماله من الحلى وتصميماتها وكان ذلك فى عام 1980 بعنوان حوار مع الطبيعة والحلى اعقبه معارض اخرى فى اعوام 1981 و1985 بعنوان ربيع الحلى ورؤية فى الحلى المعاصرة بالاضافة لمشاركات بمعارض جماعية بمصر والخارج، ولد الفنان الراحل بحى الجمالية بالقاهرة المعزية ونشأ به وتأثر بما لهذا المكان من خصوصية فنية وتنوع ثقافى اثر على رحلة هذا الفنان الذى انصهر مع كل هذه المؤثرات التاريخى منها والمعاصر لها فنجد فى اعماله التراكم الحضارى لمصر وحضور واضح لكل جماليات الفنون الفرعونية والقبطية والاغريقية والرومانية والاسلامية الى فنون عصر النهضة الاوروبى الذى القى ببعض ظلاله على الواقع المصرى عبر الاستعمار والهجرات العكسية، فى رحلة عمره الفنى قال الفنان الراحل عن نفسه انه كان يتعلم من البشر ومن الحجر ونقلا عن بعض تلاميذه انه كان يقول لهم خذوا الهامكم من الطبيعة لان الله عز وجل هوالمبدع الاول.

قدم الفنان عبر تاريخه اعمال فى فن الحلى بالوانه المتنوعة وعبر مراحل متتالية نجد اعمالا تنتمى للمدرسة الكلاسيكية فى الحلى ثم تتطور الرحلة الى التعمق فى مساحات خاصة بعينها مثل اعمال المينا الزجاجية باساليب الكلوازونيه حتى البورتريه فى اعمال ذات ابعاد لا تزيد عن 4 سم بالاضافة للاعمال بتقنية الشمع المفقود وغيرها من التقنيات وهى متروكة للمتخصصين كى يحللوا محتواها وابعادها الفنية، العلاقة بين الحلى والازياء والمكملات كانت من اهم ما شغل الفنان الراحل منذ منتصف السبعينات ابان تواجده بايطاليا لدراسة الدكتوراه وقد قدم اعمالا متعددة فى هذا المجال وسعى الى تاسيس هذا الفرع من التخصص بمصر ونجح بالفعل فى ذلك حيث انه كان يرى ان الفنان المصرى سيبدع جدا فى هذا الفن، لم يكن الفنان الراحل فقط مهتما بفنه واعماله بل كان معنيا وجدا بان ينقل ما بجعبته من خبرات علمية وفنية وعملية وثقافية لطلابه الذين لم يكونوا فقط من طلاب الكليات الفنية بمراحلها الدراسية المختلفة اوحتى طلاب الدراسات العليا بدرجاتها وانما مد العطاء الى نوعيات اخرى من الدارسين اوطالبى الخبرة مثل طلاب الدراسات الحرة والحرفيين بالصاغة الذين كانوا يعرفونه جيدا ويحبونه ويعلمون ان لديه الحلول والتوجيهات التى يحتاجونها بدون مقابل، اقتصاديات تصميم الحلى كانت ضمن اهتمامات الفنان الراحل والذى كان صاحب رؤية ان الجمال حق للجميع وكان يريد ان يخرج بالمجتمع من فكرة ان الحلى ما هى الا مخزن للقيمة  الى الحيز الارحب ان الجمال فى حد ذاته هوالقيمة وقد اعد بحثا فى هذا الامر وكان ينادى ان تكون الاعمال المنفذة تجاريا من اعيرة منخفضة مثل عيار 14.

فى العام الاخير من حياته والذى قضاه الفنان الراحل بمكة المكرمة حيث عمل استاذا معارا للتخصص بجامعة ام القرى قام الفنان بتصميم مجموعة كبيرة جدا من التصميمات من وحى لفظ الجلالة وبديع خلق الله ويبدوان ظلال المكان الروحانية قد اثرت عليه وعلى اعماله.

توفى الاستاذ الدكتور حسن سيد محمد ودفن بمكة المكرمة فى يوم الثانى عشر من شهر اكتوبر عام 1993 تاركا عملا انسانيا وتراث فنى فى مجال تصميم الحلى عله يكون نافعا للمهتمين والدارسين والمتذوقين لهذا الفن.